صار منذ ايام غريب التصرفات متكتما فيما يفعله بالكاد كان يكلمني ،رغم اننا اعتدنا أن نتحدث لساعات وساعات .اليوم أكون محظوظا اذا سلمت عليه صدفي في الطريق.
كمن مرة حاولت التقرب ممن كان فقط منذ أسابيع قليلة أعز أصدقاء طفولتي..كمن من مرة حاولت اقناعه بالتحدث معي عما يزعجه،فلطالما حفظت سره مهما كان!ولكن بدا وأنه يبتعد عني أكثر وأكثر كلما اقتربت منه وكأني أضارد ظلي!!!!
مرت أسابيع على حالنا هذه،لم أسمع خلالها من صديقي -أو الذي كان صديقي-أي خبر اعتاريني القلق والفضول لمعرفة سبب تغيرات تصرفاته التي لم أجد لها تفسيرا منطقيا،فكرت ربما يتعاطى المخدرات!!ربما هو متورط في مشكلة خطيرة!ربما هو يحب-ربما-!!!لم أعد قادرا على الاحتمال أكثر فقصدت بيته لعلني أجد جوابا شافيا.
طول الطريق لمنزله كنت أفكر فيما ساقوله له وكيف أني سأجبره على التكلم معي نعم سأجبره فسنوات صداقتنا الطويلة تعطيني الحق في معرفة ما الذي يجري له!!كنت قد أعددت خطابا طويلا في رأسي ..كنت مستعدا لأواجهه.ولكن لا شيء في الدنيا كان سيجعلني أستعد لما ينتظرني.
وصلت البيت أين وجدت جموع من الناس تسد الباب شققت طريقي بينهم بصعوبة والسؤال يجر السؤال،هممت بدخول البيت حين استوقفني ضابظ الشرطة يمنعني من الدخول!سألته ةقد انتابني شعور فظيع بأن أمرا بشعا قد حدث،رفض أن يجيبني رجوته أخبرته بأني صديق للعائلة ولكنه رفض الاضغاء الي ..كنت سأتجاوزه ولو بالقوة حين لمحت والد صديقي يشجهش بالبكاء شعرت بدموعي تحرق وجنتي رغم أنني لا اعرف بعد ما حدث تلقفني الوالد بالآحضان يبكي بكيت معه ...
خطفتني الوالدة لأحضانها وأنا لا أكاد أفهم ما يجري حولي...ثم قالت:
أبني مات...ابني غرق..
عجزت عن الحراك وانا اسمع تفاصيل حكاية صديقي الذي غرق في غياهب بحر محاولا الوصول الى حلم مستحيل....كان من *الحراقة*.
مات لأنه كان يحلم..